إلا أنهم لا ينشدون علاجا لنرجسيتهم إلا نادرا. يقول هوبرش: "لم أسمع مرة شخصا يقول ‘أعتقد أني أملك شخصية نرجسية".
وفي واقع الأمر، يمكننا بالفعل أن نستخلص من النرجسيين درساً شديد الأهمية يتعلق بمسألة الثقة في النفس.
من بين أصحاب التجارب التي يمكن الحديث عنها في هذا السياق كارلين بوريسينكو، مؤلفة كتاب "اتبع مذهب الزن البوذي في مكان عملك"، والتي عملت في مقتبل مسيرتها المهنية مع امرأة نرجسية.
هناك فارق بين النرجسية عالية الدرجة والثقة الكبيرة بالنفس، "إن الارتباط بينهما ضعيف للغاية"، حسب قول بروميلمان، الذي درس تأثير مناهج التربية المختلفة على كل منهما. اكتشف بروميلمان وزملاؤه أن دفء الأمهات والآباء، وقضائهم الأوقات مع أطفالهم، وإظهار الاهتمام بنشاطاتهم، "يكسب الأطفال بالتدريج شعورا مبطنا بالأهلية، وذلك جوهر الثقة بالنفس، كما يقيهم الانزلاق في هاوية النرجسية".
ومن شأن تحديد طبيعة سلوكهم هذا مبكراً أن يوفر عليك الكثير من التوتر والعناء.
يقول روزنتال: "إن عقدة نابليون -ببساطة- هي كونه نرجسيًا. وإذا شاهدت مقطع فيديو لموسوليني، فستجد أن له لغة جسد مهيمنة ومعتدة بالذات، إنه تجسد واضح لما قد نعتبره نرجسية".
النرجسيون بحاجة مستمرة إلى تأكيد العالم من حولهم على عظمتهم وعندما يضطرون إلى مواجهة الواقع، قد يتجاوبون مع ذلك بالاكتئاب (بيكساباي)
عدم التّفاهم في العلاقة بين الوالدين والطفل؛ فإمّا التّدليل المُفرَط أو النقد المُفرَط له في مرحلة الطّفولة.[٤]
إنه توجه تنموي منطقي: فالأفراد أكثر تحررا من المسؤوليات في سنوات البلوغ الأولى بدرجة كبيرة، سواء المسؤولية تجاه عائلاتهم الأصلية، أو عائلاتهم المستقبلية. تقول إيميلي بيانتشي، الأستاذ المساعد في التنظيم والإدارة بجامعة إيموري: "إنها مرحلة استيعاب للذات، تحاول فيها اكتشاف نفسك، شخصيا ومهنيا".
النرجسي غير قادر على تحقيق النجاح والتقدم في حياته الأكاديمية والمهنية لأنه يؤمن بأنه الأفضل وبالتالي لا يبذل أي جهد لتحقيق النجاح.
ويمكن القول هنا إن الافتقار إلى التعاطف مع الآخرين والنزعة إلى انقر على الرابط التركيز بشكلٍ كامل على هدفٍ واحدٍ أو محدودٍ لتحقيقه بجانب الانخراط في التلاعب والتفوه بالأكاذيب، تمثل كلها خصالاً شائعةً بين من ينجذبون عادةً إلى مواقع السلطة.
إنهم أفراد طبيعيون، يتمتعون بـ"أنا" في تمام الصحة، وقد يصادَف أيضا شغفهم بالتقاط صور السيلفي والتحدث عن إنجازاتهم. بل قد يتصفون بشيء من الغرور أيضا. لكن، بينما نحن منشغلون بتشخيص حالة الأصدقاء، والأقارب، وزملاء أطفالنا في المدرسة، ربما يتجنب أصحاب النرجسية المرضية انكشاف أمرهم، لأن غالبيتنا تجهل الأشكال العديدة التي قد تتخذها هذه الحالة.
ومن بلايا العُجب أنه يؤدي إلى النقص في الأمر الذي يقع به العُجب، لأنّ المُعجب لا يروم التزيُّد ولا الاقتناء والاقتباس من غيره في الباب الذي منه يُعجَب بنفسه. لأنّ المُعجَب بفرسه لا يروم أن يستبدل به ما هو أفرهُ منه لأنه لا يرى أنّ فرسًا أفرهُ منه، والمُعجب بعمله لا يتزيَّد منه لأنه لا يرى أنّ فيه مزيدًا".
بحيث ان كلما فكر المريض بشخص لا يحبه وتذكر احد المواقف السلبية...